هــــــر مــــــــــــــــــنا
هرمنا ! قالها بصدق رأس تونسي كساه المشيب
هرمنا ! خرجت مجلجلةً من جوفٍ ملأه النحيب
هرمنا ! تغلغلت داخل الصدور لتمحو ما بطن من الخوف والترهيب
هرمنا ! جاءت مباشرةً ساقها القدر لتوقض كل حر نجيب
هرمنا ! مدوّية تلقّفتها بالوعي عقول الشباب والشيب
هرمنا ! سالت لأجلها دماءٌ زكيّة والجنّة لها بالترحيب
هرمنا ! هزّت عروشا حظ العامّة منها التجنيب
هرمنا ! إجتاحت حصون الفساد ودكّت كل ركنٍ مهيب
هرمنا ! فضحت وهن الزجاج وقلاع الجبابرة وأوكار التعذيب
هرمنا ! عرّت سبل النفاق وطرق الإستحواذ ونيل التقريب
هرمنا ! أقصت كل راكنٍ الى الهوان وانتظار النصيب
هرمنا ! قالت كفى لسلب الإرادة والتكميم والتطبيل وفرض لا غيرك حبيب
هرمنا ! تقول لا لتغييب العقل وتخدير الفكر واقصاء الحسيب
هرمنا ! قالت لا لمقولة لاأريكم إلا ما أرى ومن عارض فله مقص الرقيب
هرمنا ! طافت الأقطار لتنهي العبودية وموت الشعور وسكوت اللبيب
هرمنا ! أجْلتْ أساليب التجاهل المتعمّد للحق فضلاً عن مقابلته بالإنكار والتغريب
هرمنا ! ردّت تآويل ولوي أعناق الآيات والأحاديث لصالح الإستعلاء المتفرّد الرهيب
هرمنا ! شرحت قول الحق ( إن الله لا يغير ما بقوم ) الى آخر قول القوي القريب
هرمنا ! لله درّ قائلك يا كلمة أتت من القلب والقلب لها يستجيب